"فيسبوك" يطلق الإنترنت للمناطق النائية عبر قمر اصطناعي إسرائيلي.
"فيسبوك" يطلق الإنترنت للمناطق النائية عبر قمر اصطناعي إسرائيلي.
بعد أشهر من العمل المشترك مع القمر الاصطناعي "Eutelsat"، أعلن مؤسس موقع "فيسبوك"، مارك زوكربرغ، عن إطلاق، لأول مرة في التاريخ، مشروع خاص بالإنترنت مجاني ومرتبط بالأقمار الاصطناعية، أسماه "Internet.org"، موجه إلى المناطق النائية، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء، التي يصعب فيها الاتصال بالإنترنت.
وأكد زوكربغ أن "فيسبوك" اكتشف طرق استخدام الأقمار الصناعية للوصول إلى الإنترنت والتواصل عبرها، "خصوصا لهؤلاء الذين يعيشون في المناطق النائية، حيث توجد صعوبات في الاتصال نتيجة عدم توافر البنية التحتية الضرورية لإجراء الاتصال عبر الطرق التقليدية"، على حد تعبيره، مضيفا أن هذه الخطوة تأتي بالتعاون مع الشركة الأوروبية للأقمار الاصطناعية "اوتيلسات"، حيث سيتم إطلاق القمر الاصطناعي الإسرائيلي الجديد "AMOS-6" "عاموس-6"، الذي سيوفر الإنترنت لفائدة المناطق النائية.
عدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في المجال التكنولوجي قدرت كلفة هذه المبادرة بـ 200 مليون دولار أمريكي، في الوقت الذي استثمرت فيه شركة "فيسبوك" حوالي ملياري دولار خلال هذه السنة من أجل تطوير مختلف المشاريع المرتبطة بأربعة ملايير نسمة من ساكنة العالم، خاصة في إفريقيا والبلدان النامية، التي ليس بها ولوج لـ"الويب".
ولم تقدم إلى حدود الساعة تفاصيل كثيرة بشأن كيفية تغطية تكاليف إطلاق هذا المشروع، حيث أعطت كل من "فيسبوك" و"أوتيلسات" معلومات عامة عن المشروع فقط.
تقوم هذه المبادرة على إطلاق ترددين خاصين للإنترنت في إفريقيا خلال العام القادم، من خلال شراء ما يسمى بحزمة من "النطاق الترددي" للقمر الإسرائيلي "AMOS-"6، حيث بإمكان هذا الأخير تحمل ترددات تصل إلى 36 من نوع "Ka-band" الذي يتمتع بقوة في الإرسال والبث العالي الجودة.
وقد قرر "فيسبوك" والقمر الاصطناعي "اوتيل سات" توجيه 18 ترددا لـ AMOS-6"، من أجل توفير الإنترنت لإفريقيا جنوب الصحراء، في الوقت الذي أكدت فيه الشركتان أنه يمكن استخدام حوالي 24 ترددا في الوقت نفسه.
كما أنه من المنتظر أن يقدم القمر الاصطناعي "AMOS-6" والذي أنشأته وكالة الفضاء الإسرائيلية، خدمات خاصة أيضا بشبكات التلفزيون، بالإضافة إلى الهدف الرئيسي المتمثل في تمكين أكبر عدد من الأفراد عبر العالم من الولوج إلى الإنترنت.
انتقادات
وبالرغم من عدم تسويق الشركتين لهذا المشروع بعد، إلا أنه تعرض لانتقادات كبيرة، خاصة من قبل متدخلين في هذا المجال.
ففي الخامس عشر من أبريل من هذه السنة، استقال عدد من المشاركين في البرنامج بسبب ما اعتبروه "انتهاكه لحياد الإنترنت وتضاربا في المصالح بين المتدخلين في قطاع الاتصالات والإنترنت".
ويقول المنتقدون إن "فايسبوك" لا تسمح في خدمة الأنترنت للمناطق النائية، إلا بتصفح مواقع إلكترونية محدودة ومنتقاة بعناية من طرف "عملاق التواصل الاجتماعي"، حيث تتعمد "فايسبوك" تغيبب منافسيها من الخدمة المقترحة عبر تحكمها في لائحة المواقع التي يمكن تصفحها.
انتقادات رد عليها مارك زوكربرغ، عبر مجموعة من المقالات التي نشرتها الصحافة الأمريكية، بأنه لا يوجد أي تضارب في المصالح، وبأنه يمكن التعايش بين برنامج الإنترنت الجديد والبرامج التي سبقه، مشددا على أن "Internet.org" يبقى منصة مفتوحة في وجه جميع المهتمين بهذا المجال.
ليست هناك تعليقات