مؤشّر عالميّ: المغرب غير صالح ليعيش فيه الشباب بكرامَـة
المغرب بلد غير صالح ليعيش فيه الشباب؛ هذا ما يمكن استخلاصه من غياب اسم المملكة عن قائمة الدول التي أدرجها المؤشر العالمي لمؤسسة "Youthonomics" الفرنسية حول الدول التي توفر عيشا كريما للشباب، حيث حضرت الدول الأوروبية والأمريكية بقوة في هذا التصنيف الذي شمل 62 دولة، بينما غابت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمغرب لم يشكل الاستثناء.
وبدون مفاجآت، فإن الدول الاسكندينافية هي التي تصدرت قائمة الدول التي يمكن للشباب أن يعيش فيها بشكل جيد، بالإضافة إلى سويسرا وألمانيا. أما على صعيد القارة الإفريقية، فقد تمكنت كل من غانا ومصر من حجز مراتب متأخرة في المؤشر، الذي اعتمد على 59 معيارا؛ من بينها جودة التعليم العالي، والولوج إلى سوق الشغل، وظروف الخدمات الصحية والاجتماعية، وشروط العيش والرفاهية، وهي المؤشرات التي لم ينجح المغرب في تحقيقها لشبابه، من وجهة نظر القائمين على وضع المؤشر.
انعدام شروط العيش الكريم بالنسبة للشباب يؤثر على تفاؤلهم بمستقبل أفضل، وهو ما يفسر أن المغرب لم يحضر أيضا على مستوى الدول التي توفر مستقبلا جيدا للشباب. ولفت المؤشر إلى أن توفير شروط عيش كريم للشباب لا يتعلق بمستوى غنى الدولة فقط، وإنما يرتبط بقدرة البلد على التوزيع العادل للثروات وتحقيق التوازن بين مختلف فئات المجتمع، مقدما المثال بالشيلي التي تعتبر من الدول الفقيرة لكنها استطاعت أن تحل مباشرة خلف فرنسا، الدولة الغنية.
وتعليقا على غياب المغرب عن مؤشر الدول التي توفر لشبابها حياة جيدة ومستقبلا أفضل، أكد نور الدين الفقير، رئيس جمعية الفرصة الثانية التي تعنى بقضايا الشباب، أن غياب المغرب عن هذا المؤشر يعتبر أمرا غير مستغرب، لأنه نتاج مجموعة من العوامل؛ من بينها أن حكومة بنكيران، التي عقد عليها الشباب آمالا كبيرة لتحسين أوضاعه، "لا تتوفر على استراتيجية واضحة للتعامل مع قضايا الشباب"، وفق تعبيره.
وأكد نور الدين أنه سبق أن التقى برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي تحدث عما حققته حكومته وما ينوي أن يقوم به في حال استمر في الحكومة، "لكن مع الأسف لم يتحدث أبدا عن الشباب، وهذا أمر محبط". وفسر نور الدين حالة الإحباط التي يعيشها العديد من الشباب بكون الحكومة الحالية جاءت بعد حراك الشباب في الشارع، "لذلك كان عليها أن توليه عناية خاصة".
وتطرق نور الدين إلى قضية التعليم، حيث لفت إلى أنه بفضل الإنترنت بات الشباب أكثر انفتاحا على العالم وتعرف على أنظمة التعليم في العالم الغربي التي تقوم على الكفاءة والجودة، "وعندما نقارن بالأوضاع عندنا، فالأكيد أننا نصاب بخيبة أمل لأن نظامنا التعليمي مبني على الكم ولا علاقة له بمتطلبات سوق الشغل".
أما في الشق المتعلق بالترفيه، فقد انتقد الفاعل الجمعوي ارتباط مفهوم الترفيه لدى مدبري الشأن العام بالمغرب ببناء ملاعب كرة القدم، "لأن الشباب ليس كله يلعب كرة القدم ويحبها"، مواصلا أن فضاءات الترفيه "يجب أن تحدث للتفكير والإبداع وأن تراعي جميع توجهات الشباب"، أما حاليا فالترفيه "منعدم" بالمغرب، يؤكد المتحدث نفسه، مقدما المثال على ذلك بقلة عدد المكتبات العمومية وعدد قاعات السينما.
ليست هناك تعليقات