جاء تيار سؤال الذات ليعلن ثورة على المضامين الشعرية التقليدية التي تحجرت مع مرور الزمن ووقفت عائقا دون تطور هذا التراث العربي العتيق، فظهر هذا التيار ليخلق جوا جديدا يعتبر فيه الذات مصدر الإبداع ومرجعه ويحملها إلى سماء التمجيد والتقديس ويسلط الضوء على هذه الذات التي لقيت إهمالا وتهميشا لدى المدرسة التقليدية فبرز العديد من الشعراء في هذا المجال أظهروا مدى قدرتهم على خلق نمط شعري جديد و كان من بين هؤلاء الشعراء الشاعر (أكتب الشاعر) الذي نحن بصدد دراسة قصيدته هذه التي جاءت معنونة ب (العنوان) فالعنوان يوحي لنا من الوهلة الأولى على (دلالة العنوان) ومن خلال هذه الدراسة للعنوان يمكن طرح العديد من الفرضيات هي ربما الشاعر سوف يتحدث في قصيدته هذه على (،،،،،،،،) أو ربما سوف يتحدث حول (،،،،،،،،) هذه الفرضيات المطروحة جعلتنا نطرح العديد من الإشكالات وهي :
_ ما هو يا ترى الموضوع الذي تدور حوله القصيدة
_ ما هي الثوابت الفنية والموضوعية التي اعتمدها الشاعر في قصيدته
_ ما مدى تمثيل القصيدة للتيار الذي تنتمي إليه
بعد قراءتنا المتمعنة للقصيدة يظهر أن موضوعها يدور حول ( موضوع القصيدة ) يظهر أن موضوع القصيدة من المواضيع التي تطرق اليها الشعراء الرومانسيون في قصائدهم مخلدين وممجدين الذات باعتبارها المرتكز الأساسي والمصدر الأول والأخير للإبداع وذلك ما تظهره هذه القصيدة التي يبدوا فيها الشاعر حائرا متوترا قلقا فهذه الصفة لطالما هيمنت على الشعراء الرومانسيين، وقد وجد الشاعر نفسه في موضوعه هذا مرغما بالاستنجاد بحقلين دلاليين أولهما حقل دال على (الحقل الأول) وفيما يخص الألفاظ الدالة على ذلك (الألفاظ الدالة على الحقل الأول) و الحقل الثاني الدال على ( الحقل الثاني) وفيما يخص الألفاظ الدالة على ذلك ( الألفاظ الدالة على ذلك) بعد جردنا لهذه الحقول الدلالية في القصيدة يظهر أن الحقل المهيمن هو الحقل الدال على (الحقل المهيمن) ويظهر كذلك أن هذين الحقلين تجمع بينها علاقة تقوم على (التفاعل، التنافر،الانسجام،،،،) لرغبة الشاعر في توضيح موضوع القصيدة و تسليط الضوء على جزئياته و التجربة الفريدة من نوعها التي خاضها الشاعر وحتى اللغة المستعملة هي لغة واضحة سهلة بعيدا عن اللغة المحضة القوية التي تميزت بها القصيدة التقليدية لكن هذه الجزئيات لا تكتمل إلا من خلال الصور البلاغية الموظفة في القصيدة حيث نجد الاستعارة من خلال قول الشاعر في البيت (أكتب البيت الشعري هنا ) و كذلك التشبيه من خلال قوله (التشبيه في القصيدة) كما وظف المجاز (،،،،،،،) وكذلك الكناية (،،،،،،،) لا تكتمل الصورة في هذه القصيدة إلا بانسجام هذه العناصر وتفاعلها لتعطينا في النهاية تلك اللوحة الفنية الجديدة التي تميزت بها المدرسة الرومانسية عن المدرسة التقليدية هذا من حيث الصورة الشعرية أما من حيث الإيقاع الخارجي فالقصيدة جاءت على بحر (البحر) الذي يعتبر من البحور القادرة على حمل المضامين الرومانسية لحيويته ومرونته مع المضامين الجديدة التي جاءت بها الرومانسية وكذلك الروي فقد جاء (موحد أو مختلف) والقافية كذلك جاءت (موحدة أو مختلفة) هذا من حيث الإيقاع الخارجي أما الإيقاع الداخلي فيقوم على التكرار حيث نجد تكرار الكلمات (،،،،،،،،) و تكرار المرادفات (،،،،،،،،) وتكرار الحروف (،،،،،،) وتكرار الصيغ (،،،،،،،) يحدث هذا التكرار تناغما وانسجاما سحريا في القصيدة بحيث لا يمكن للقارئ أن يمر على القصيدة دون الاصطدام وتذوق الحلاوة التي تضيفها للقصيدة ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن القصيدة الماثلة أمامنا تنتمي إلى تيار الذاتي الذي عمل روادها على تجاوز الرتابة والجمود في القصيدة التقليدية كما أن الشاعر قد وظف في قصيدته مجموعة من الأساليب تتفرع بين الأسلوب الإنشائي من خلال قول الشاعر (،،،،،،،) والأسلوب الخبري من خلال قول الشاعر (،،،،،،،،،،،،،،) ويظهر هيمنة واضحة للأسلوب (أكتب الأسلوب المهيمن ،الخبري أو الإنشائي ) وذلك لرغبة الشاعر الملحة في تبليغ موضوعه للمتلقي عبر هذه القصيدة فيكون بذلك شاعرنا قد قام بقصيدته هذه بزحزحة القصيدة التقليدية وضرب عرض الحائط مضامينها الجامدة والمتكررة وخلق جو جديد يمتاز بالحيوية والمرونة كما وظف الشاعر في قصيدته هذه بعض الضمائر حيث نجد الضمير المتكلم (،،،،،،،) والضمير الغائب (إذا وجد ) والضمي المخاطب (إذا وجد )
ليست هناك تعليقات