السعر والجودة يثيران انتقادات لاذعة ضد "لوحة الداودي"
أثارت اللوحات الإلكترونية التي أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منحها للطلبة بأسعار وصفتها بكونها "تفضيلية"، وتقل بحوالي 30 بالمائة عن الأثمان الحقيقية، الكثير من الجدل والانتقادات الموجهة لهذه اللوحات، خاصة على مستوى الجودة التقنية والأسعار.
ويروم برنامج "لوحتي"، وفق لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، استهداف أكثر من مليون و40 ألف طالب، بغاية تحسين جودة التعليم الجامعي في البلاد، ومعالجة إشكالية الانقطاع عن الدراسة والاكتظاظ؛ وذلك في سياق مخطط الوزارة لتجهيز الجامعات بشبكة الإنترنت.
وبمجرد الإعلان عن برنامج "لوحتي" تنامت الأصوات المنتقدة لهذه اللوحات جودة وسعرا، وذلك ما كشفه مختصون في مجال المعلوميات، ومنهم أمين رغيب، الذي أكد أن أسعار "طابليت" الداودي باهظة، تفوق القدرة المالية للطالب المغربي، فضلا عن ضعف جودة تطبيقاتها.
وحذر رغيب، في تسجيل بثه على قناته في يوتوب، من مثالب هذه اللوحات التي تعتزم وزارة التعليم العالي بيعها للطلبة، بالنظر إلى أنها "ماركات" غير معروفة، ومصنعة بتكلفة منخفضة؛ ما سيجعل منها لوحات إلكترونية بأداء تقني هزيل، علاوة على تحول البرنامج إلى مجرد "تبزنيس".
وقابل العديد من الطلبة "طابليت" الداودي بغير قليل من الامتعاض، إذ لجؤوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخريتهم من برنامج "لوحتي"، فعدا مشكلي السعر والجودة، قال الطلبة الغاضبون إن الأجدر بالوزارة أن تهتم بمشاكل النقل والإيواء التي يكتوي بها الطلبة كل سنة.
"طابليت" الداودي أثارت ردود فعل النشطاء الحقوقيين أيضا، أحدهم هو عبد الإله الخضري، الذي ركز على أن هذه اللوحات تمس حقوق الطلبة المغاربة في الحصول على لوحات إلكترونية لائقة بهم من حيث الجودة، باعتبار أن "النماذج المطروحة لا توفر معلومات تقنية كافية".
وأورد الناشط الحقوقي أن "الحديث عن توفر اللوحات الإلكترونية على تثبيت للعشرات من التطبيقات المهمة ينطوي على استخفاف بعقول الطلبة، إذ إن حاجياتهم من التطبيقات تختلف من تخصص لآخر، فضلا عن أن الولوج إلى المعلومات عبر الإنترنت يغني عن مثل هذه التطبيقات".
وطالب الخضري وزير التعليم العالي بـ"التحقيق الدقيق والفني، بشكل شفاف ونزيه، في مميزات العرض الذي تقدمت به المقاولات التي فازت بصفقة تزويد الطلبة بهذه اللوحات الإلكترونية، واتخاذ ما يلزم في حالة تأكد انتقادات الطلبة"، وفق تعبيره.
واستطرد المتحدث ذاته بأن "الخشية أن تكون الصفقة التي أبرمتها وزارة التعليم العالي امتدادا بشعا وفاسدا لأسلوب النهب، الذي اعتاده أباطرة الصفقات العمومية لتحقيق عائدات خيالية على حساب أبناء الشعب البسطاء"، حسب قوله.
وكان الداودي قد رد على الانتقادات الموجهة إلى لوحاته الإلكترونية باتهام "جهات معينة" بالوقوف وراءها، لأسباب أو لأخرى، موضحا في تصريحات سابقة لهسبريس أن "الشركات التي لم تستطع الانخراط في برنامج "لوحتي"، نظرا لأن بضاعتها غير صالحة، هي التي تقف وراء الانتقادات المنتشرة".
ليست هناك تعليقات