معطلون يحتجون بركوب "قوارب الموت"

معطلون يحتجون بركوب "قوارب الموت"

فيما يُبْدي رئيسُ الحكومة، عبد الإله بنكيران، تمسّكه بإغلاق باب التوظيف المباشر، وبالتالي عدم الاستجابة لمطلب تنسيقيات المعطلين حاملي الشهادات بإدماجهم المباشر في الوظيفة العمومية، اختارَ المُعطلون نهجَ أسلوب جديد للاحتجاج على الحكومة، إذ قرّروا خوْض خطوة رمزية، جسّدوا من خلالها مشهداً لهجرة جماعية إلى أوروبا.

حملة الشواهد التابعين للتنسيق الميداني للمجازين المعطلين غيّروا المسارَ المعتاد لمسيراتهم الاحتجاجية من شارع محمد الخامس في اتجاه البرلمان، وقرّروا الانطلاقَ من ساحة البريد في اتجاه ضفّة نهر أبي رقراق، الفاصل بين الرباط وسلا، وهناك ركبوا زوارق صغيرة، حاملين أعلام كندا وألمانيا والسويد.



وقبْل ركوب الزوارق التي يستعملها الراغبون في عبور نهر أبي رقراق، رفعَ المعطلون من أصحاب الشهادات العليا يافطة سوداء، كتب عليها: "ركبْنا الزوارق هروبا من الفوارق.. لقد بلغ السيل الزُّبى". وجاءت الخطوة الاحتجاجية، حسب منفذيها، احتجاجا على "الإقصاء والتهميش" الذي طالهم، واحتجاجا على السياسة الحكومية في مجال التشغيل.

وفي تمثيلٍ لمشهدٍ يوحي بأنَّ حاملي الشهادات المعطلين سيغادرون بالفعل أرض الوطن، حرصوا على ركوب الزوارق الخشبية تحت مراقبة عناصر القوات العمومية بشكل جماعي، لكنهم حرصوا على التذكير بأنهم "سيعودون"، برفع يافطات كُتبَ عليها "عذرا أيها الوطن.. لنا عودة مهما طال الزمن.. اركبنا الفرياطة هروبا من الزرواطة، واركبنا الزوارق هروبا من الفوارق".


وكان ممثلون عن التنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة التقوا خلال شهر مارس من السنة الماضية بمسؤول رفيع لدى الاتحاد الأوربي في الرباط، سلموه رسالة وجهوها إلى سفير الاتحاد الأوربي بالمغرب، يطالبونه من خلالها بالتدخل لدى حكومة عبد الإله بنكيران لتسوية ملفهم المطلبي، المتمثل أساسا في إدماجهم في الوظيفة العمومية، كما طالبوا باحترام حريتهم في التظاهر والاحتجاج.

"نتوخى من هذا الشكل الاحتجاجي أن نرسل رسائل إلى كل من له علاقة بملف البطالة، وإلى كل المسؤولين، مفادها أننا فقدنا الصبر، وخير لنا أن نمتطي مثل هذه القوارب على أن نعيش في هذه البلاد المجروحة"، يقول أحدُ المعطلين من حملة الشهادات في كلمة وسطَ زملائه بعد إنهاء الشكل الاحتجاجي.



المعطلون المحتجون توعّدوا الحكومة بأشكال نضالية "أكثر تصعيدا"، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وقال محمد الصحيح، عضو التنسيق الميداني للمجازين المعطلين، في هذا السياق: "نحن عازمون على المضي قدما مهما كلفنا الأمر من تضحيات، وهذا الشكل الاحتجاجي ما هو إلا جزء يسير ضمن البرنامج النضالي الذي سطره أطر التنسيق الميداني للمجازين المعطلين".

ويُبْدي المعطلون من حملة الشهادات معارضة لمقترح الحكومة، القاضي بتكوينهم ليكونوا مؤهّلين لولوج سوق الشغل. وقال محمد الصحيح لهسبريس في هذا الصدد: "بعد لقاء جمعنا بأحد مستشاري وزير الشغل والشؤون الاجتماعية، تبيّن لنا أنَّ المقترح الحكومي ليس سوى مجرّد مسكنات تهدف الحكومة من ورائها إلى ربْح الوقت، لتمرّ ولايتها بسلام، لذلك نرفضه".



وتابع الصحيح أنَّ تكوين الأطر المعطلة لا يعني ولوجهم سوق الشغل، "فيُمكن أن نخضع لتكوين، وبعد ذلك نخرج لبيع البيض"، وفق تعبيره. وزادَ المتحدث أنّ "ما تقترحه حكومة بنكيران "هو أرضاء للباطرونا فقط، لأنّ أربابَ المقاولات سيستفيدون من فترات تدريب المعطلين، وبالتالي لن يُقدموا على توظيف يد عاملة جديدة".

ويتّهم المعطلون من حلمة الشهادات الحكومةَ باتخاذ إجراءات "أحادية" إزاء ملفهم المطلبي. وأوضح الصحيح في هذا الصدد أنّ "الحكومة لم تستشر التنسيقيات الممثلة للأطر المعطلة بشأن مقترحها الرامي إلى تكوينهم"، قائلا: "الحكومة لم تُشركنا ولم تستشر معنا، وإذا كانت لديها نيّة حقيقة لحلّ ملفنا بشكل جذري فعليها أنْ تُشرك المعنيين، بما يفضي إلى حلول تُرضي الجميع، بدل اتخاذ إجراءات أحاديّة الجانب".

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ احسن منصة للدروس وتعلم اللغات 2015 ©