بنكيران- يجب تقليص مناصب الوظيفة العمومية
شدد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على أن منطق ربط التكوين بالتوظيف قد “ولى زمنه”، داعيا الشباب إلى دخول دائرة الإنتاج وعدم انتظار الوظيفة العمومية.
رئيس الحكومة، في كلمته خلال مراسيم التوقيع على اتفاق إطار لاستكمال تأهيل 25 ألفا من حاملي الإجازة، اعتبر أن عدم إيجاد الكثير من الشباب لفرص الشغل هو “مشكل حرج جدا”، و”يخالف طبيعة الأشياء”، حسب تعبير بنكيران.
وأوضح بنكيران أن مشكلة البطالة هذه لم تكن واردة في المجتمعات التقليدية، “إذ كان الناس يتوجهون إلى الحرف والعلم على حد سواء”، الأمر الذي “غاب في المجتمع العصري، إذ صار الشاب بعد تخرجه يفقد التمييز، وكيشوف غير حاجة اللي معروفة، وهي الوظيفة العمومية، خصوصا أنها في المغرب مجزية بالمقارنة مع بعض الدول الأخرى”، على حد قول رئيس الحكومة.
وبناء على ذلك، أضاف بنكيران أن “هناك اختلالات في هذا الصدد، وعلى الدولة دراسة هذا الأمر، والبحث عن حلول له”، مشددا في الوقت نفسه على عدم إمكانية إدماج الجميع في أسلاك الوظيفة العمومية، بالنظر إلى أن “الوظيفة العمومية تكون منتجة إذا كانت لا تتعدى نسبة معينة، إذا تم تجاوزها تصبح عكس ذلك”. وأوضح في هذا السياق أن الطبيعي هو أن تستهلك الوظيفة العمومية ما بين 6 في المائة و8 في المائة من الناتج الداخلي الخام، بينما تصل هذه النسبة إلى 13 في المائة في المغرب.
هذه المعطيات جعلت رئيس الحكومة يشدد على أن “الوظيف العمومية خصنا نقصو منها ماشي نزيدو فيها”، حسب تعبير بنكيران، الذي برر طرحه هذا بكونها “لا تنتج بل تنظم الإنتاج، والإنتاج يقوم به الإنسان”، داعيا في هذا السياق الشباب إلى الدخول في دائرة الإنتاج التي من شأنها “أن تفتح آفاقا واسعة أمامهم”.
وفي هذا السياق، قال المتحدث ذاته إنه وعند توليه رئاسة الحكومة اصطدم بتوجه كان سائدا، مفاده “تكوين الناس بحسب الوظائف المتوفرة”، وهو ما أكد أنه سعى إلى تجاوزه بفصل التكوين عن التوظيف، منتقدا في الوقت نفسه مستوى بعض طلبة وخريجي الجامعات، بالنظر إلى أنهم “ما كتكونش عندهم علاقة بالحياة العامة قبل تخرجهم”، إلى جانب ضعفهم في اللغات الفرنسية والإنجليزية، وحتى العربية.
المصدر: اليوم24
ليست هناك تعليقات