I ) مدخل إشكالي:
يحيل لفظ علم بنحو العموم على المعرفة ، لكنه قد يعني أيضا المهارة التقنية ( فنقول عن الفرح مثلا آنة يملك علما
بالزراعة).
بيد أن هذا المعنى الذي يجمع بين العلم كمعرفة ومهارة قد يحمل تعارضا لم يكن ليقبله مفهوم العلم.
فقد كان يعني عند الإغريق المعرفة التي تكون في الوقت نفسه شريفة ( سامية) ، وكونية ( تتعارض مع الآراء الخاصة) ، ونظرية ( تختلف مع المهارات العلمية ) وبذلك كانت الفلسفة في العلم الأسمى، هكذا إذا كان العلم مرتبطا بما هو نظري فإن من شأن التقنية أن تتعلق بما هو عملي، ولعل ذلك ما دفع PALANDE إلى تعريف التقنية بأنها ( مجموعة من العمليات والإجراءات المحددة تحديدا دقيقا ، والقابلة للنقل والتحويل والرامية إلى تحقيق بعض النتائج التي تعتبر نافعة).
- إلا أنه، والرغم مما يمكن تصوره من تمايز بين العلم والتقنية، فالمؤكد هو وجود علاقة بينهما والتي يمكن النظر إليها من خلال ثلاثة مشاكل أساسية:
1- مشكل تاريخي: ويتعلق بالتساؤل عما إذا كانت التقنية ناتجة عن اعلم والتفكير النظري أو أنها على العكس من ذلك متقدمة عليه، بهذا الصدد يكاد يجمع الجميع على أن الإنسان قد أمكنه الفعل قبل الفكر، وهذا ما يفسر التنمية عند الإنسان البدائي.
2- مشكل فلسفي: متعلق بطبيعة كل من المفهومين فيكون التساؤل عما إذا كان لهما استقلال عن بعضهما البعض. في هذا السياق إذا نطرح مدى إمكانية وجود ماهية خاصة بالعلم وأخرى بالتقنية.
مشكل أخلاقي: وهو مشكل حديث العهد ويرتبط بالمسؤولية على استعمال التقنيات هذا الاستعمال الذي يمكن أن يكون جيدا وإيجابيا عندما تسعة التقنية إلى تطوير مصير الناس ورفاهيتهم وأملهم في الحياة لكن يمكن للتقنية أيضا أن تسهم في تصنيع القنابل المدمرة بدلا من المساهمة في علاج السرطان أو إنتاج المراكز الكهربائية.
يتضح إذا أن العلاقة بين العلم والتقنية هي علاقة معقدة تنضاف إلى البعد الإشكالي للمفهومين ذاتيهما مما يبرز طرح الإشكالية التالية:
كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية؟ ما علاقتها بالعلم؟ وما آثار التقدم العلمي التقني على وجود الإنسان ومصيره؟
II ) في مفهوم التقنية:
هدف المحور: أن تتعرف على مفهوم التقنية
سؤاله الإشكالي: كيف تتحدد التقنية؟ وبأي معنى يمكن اعتباره ظاهرة خاصة بالإنسان؟
صاحب النص: ازفالد شبنغلر ( 1830-1836) هو فيلسوف ألماني عرف بمذهبه المتشائم حول تاريخ الغرب من مؤلفاته le declin de l’accidont والإنسان والتقنية:.
إشكاله: كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية ؟ إلى أي حد تتمايز دلالتها الإنسانية كما نجده عند الحيوان؟
أطروحته: إن التقنية سلوك مهتم وهادف وليست أشياء وموضوعات.
العناصر الحجاجية:
- نفي صاحب النص ربط مفهوم التقنية بصناعة الأدوات والآلات أو بالعصر الآلي، وليعمل أيضا على توسيع مفهوم التقنية لتشمل الحيوان إلى جانب الإنسان.
- تشديده على ربط التقنية بالنفس أو الروح كشرط يسمح للكائن بالاستقلال على الطبيعة ويسمح له أيضا بالتواجد في وضعية صراع ليتبع خطه ما، هذه التي تكون خطة حيوية فطرية بالنسبة للحيوان وخطة الحياة تقتضي التأمل وإلا ؟؟؟؟؟وهذا هو ....مقارنته بين التقنية عند الإنسان وعند الحيوان.
- تأكيد على أن التقنية إنها ترتبط بسلوك أو بفعل التفكير الذي يخطط ويضع الغايات ولست ترتبط بالأشكال والأشياء أو الموضوعات، مقدما لمثال الحرب التي تعتمد على التخطيط والاسترامجية أكثر من اعتماده على اختراع الآلات والأسلحة.
- تقديمه لمثال وسائل النقل ليبرز كيف أن الوسائل التقنية إنها إلى الأفكار وليس إلى الأشكال.
استنتاج
- نستطيع أن تتبين مع الفيلسوف الألماني شينغلر إقراره بأن تحديد مفهوم التقنية لا يرتبط بالأدوات أو الآلات أو حتى العصر الآلي فهي بالأساس فعل للتفكير وسلوك مهتم يخطط ويضع الاستراتيجيات لتحقيق غايات محددة لذلك حتى حينما بوسع مفهوم التقنية ليشمل الحيوان أيضا ، فهو يقدم تخطيط أساسا يكمن في أن التقنية عند الإنسان في خطة للحياة تقتضي التأمل والاستباق لتنظيم وجود الإنسان فيحين أنها خطة حيوية غريزية لدى الحيوان. هكذا يفضل شبنغلر بين مفهوم التقنية وموضوعاتها
|
ليست هناك تعليقات